أكثر من 150 إحصائية حول الذكاء الصنعي ينبغي معرفتها في عام 2024– من يستخدمه وكيف يوظفه؟

سرعان ما أصبحت تقنية الذكاء الصنعي (AI) متغلغلةً في كافة نواحي حياتنا ويبدو أنه ما من شيء يستطيع إبطاء وتيرة تسارع استخدامها، فلطالما أثبتت هذه التقنية مدى أهميتها وقدرتها الكبيرة على تحسين إدارة المشروعات التجارية، إذ تسمح بتفعيل الأتمتة واتخاذ قراراتٍ مستمدّة من البيانات وتحسين تجربة الاستخدام، وقد قمنا بجمع بعض الإحصائيات الحديثة لنعطيكم فكرةً عن وضع الذكاء الصنعي في عام 2024، فتابعوا القراءة للتعرّف على مستخدمي الذكاء الصنعي وأوجه استخدامه وتأثيره على بيئة العمل.

أبرز إحصاءات الذكاء الصنعي

  • من المتوقع بلوغ القيمة السوقية لقطاع الذكاء الصنعي 1.35 تريليون دولار بحلول عام 2030.
  • يمكن لتنامي قطاع الذكاء الصنعيّ بحلول عام 2030 المساهمة بـ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي.
  • تقدّر كلفة تشغيل نموذج الذكاء الصنعي ChatGPT بمبلغ 700,000$ على الأقل يومياً.
  • يتم إنشاء أكثرَ من 4 مليون صورةٍ مولّدةٍ بتقنيات الذكاء الصنعي يومياً باستخدام نموذج Dall-E.
  • 57% من الأمريكيين يتطلّعون لقيام الذكاء الصنعي بأداء المهام المنزليّة.

إحصائيات نموّ الذكاء الصنعي

شهد قطاع الذكاء الصنعي نمواً كبيراً خلال السنوات الماضية في دلالةٍ على توسّع غير مسبوق، فقد ساعد تغلغل تقنيات الذكاء الصنعي في العديد من القطاعات (برمجيّات المحادثة والذكاء الصنعي التوليديّ وخوارزميات إنشاء الصور) على تحقيق تطوّراتٍ كبيرة وإطلاق موجة ابتكاراتٍ هائلة، ويُذكر أن قيمة قطاع الذكاء الصنعي تبلغ 136.55 مليار دولار بحسب إحصاءات موقع Grand View Research الذي يتوقّع تقريره معدّل نموٍّ سنويٍّ مركّب يبلغ 37.3% بين عامي 2023 و2030.

وفي ذات السياق، تتوقع مؤسسة Marketsandmarkets مُعدّل نموٍّ تراكميٍّ أقلَّ بقليلٍ (36.8%) حيث يشير تقريرها إلى بلوغ القيمة السوقية لقطاع الذكاء الصنعي ما قدره 1.35 تريليون دولار بحلول عام 2030، فيما يتوقع تقريرٌ آخر لموقع Presedence Research قيمةً سوقيةً توازي 962 مليار دولار بحلول 2030 وارتفاعها سريعاً لتبلغ 1.87 تريليون دولار بحلول 2032.

وبينما يتوقع تقرير Global Market Insights بلوغ قيمة سوق الأجهزة القابلة للارتداء العاملة بتقنية الذكاء الصنعي 180 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2025، يشير تقرير Allied Market Research إلى إمكانية بلوغ القيمة السوقية لتقنيات الذكاء الصنعي المستخدمة في قطاع وسائل التواصل الاجتماعي 12 مليار دولار بحلول 2031 (بمعدّل نموٍّ تراكميٍّ يبلغ 28.7% خلال الفترة بين 2022 و2031).

يُذكر أن 91% من الشركات الرائدة تستثمر في أنشطة الذكاء الصنعي، كما يُصرّح عددٌ مشابهٌ منها بتزايد هذه الاستثمارات عاماً تلو الآخر (بحسب استبيان موقع NewVantage Partners السنويّ لعام 2022)، وسط تحقيق 92% منها عائداتٍ استثماريةً من استخدامات الذكاء الصنعيّ، بينما أفادت تقارير شركة IBM بلوغ معدّل تبني الذكاء الصنعيّ عالمياً 35% في عام 2022 (بزيادة نسبتها 4% مقارنةً بالعام السابق).

وتم إطلاق تطبيق ChatGPT في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2022 ليُسارع أكثر من مليون مستخدم بالاشتراك فيه خلال 5 أيام، والخدمة الوحيدة التي استطاعت تجاوز هذا المعدل من اشتراك المستخدمين هيَ Threads التي استغرقت ساعةً واحدةً للوصول إلى مليون مستخدم تبعاً لموقع Statista؛ كما كشفت دراسةٌ من Forbes اعتقاد 97% من أصحاب الشركات أن تطبيق ChatGPT سيكون له أثرٌ إيجابيٌّ على تحسين القدرة التشغيليّة لمؤسساتهم، فيما كشفت إحصائيات OpenAI (الشركة المُطوّرة لتطبيقي Dall-E وChatGPT) عن توفر 3 مليون مستخدمٍ نشط لديها ممن يقومون بتوليد أكثر من 4 مليون صورةٍ يومياً.

توقعات نمو السوق العالمي للذكاء الصنعي

وبحسب الإصدار الخامس لكتاب State of AI in the Enterprise المنشور من قبل شركة Deloitte عام 2022: يعتقد 94% من روّاد المشروعات التجارية أن الذكاء الصنعي سيكون مهماً لنجاح شركاتهم خلال السنوات الخمس القادمة، وقد شملت الإحصائية 2,620 من روّاد الأعمال عالمياً ممّن تستخدم شركاتهم الذكاء الصنعي بشكلٍ أو بآخرَ، فيما تتوقع دراسة PwC للذكاء الصنعيّ العالميّ مساهمة هذه التقنية في الاقتصاد العالمي بقيمة 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030.

ويمثّل ذلك معدل نموٍّ تراكميٍّ هائلٍ قدره 26% لمنطقة الاقتصاد الصيني و14.5% لاقتصاد دول أمريكا الشمالية؛ ومن المتوقّع تمثيلُ هاتين المنطقتين لـ 70% من الأرباح عالمياً، إذ ترجع هذه المكاسب الضخمة إلى تحسيناتٍ في القدرات الإنتاجية ورفع جودة المنتجات بما يُساهم برفع الطلب عليها.

الذكاء الصنعي وبيانات القوى العاملة

سنلقي نظرةً الآن على مستخدمي الذكاء الصنعي وأوجه استخدامهم له وتأثيره المتوقع على القوى العاملة خلال السنوات القادمة.

كيف يتم استخدام الذكاء الصنعي في بيئة العمل؟

منحنا استطلاعٌ أجرته شركة McKinsey عام 2022 فكرةً عن استخدامات الذكاء الصنعي في أعمال الشركات حالياً:

  • تطوير المنتجات والخدمات (أو أيّ منهما): 55%.
  • التسويق والمبيعات: 55%.
  • القدرات الخدميّة (بما فيها خدمة الزبائن والدعم المكتبي): 54%.
  • التحليلات وتقييم المخاطر: 15%.

ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل في المخطط أدناه:

مخطط بياني لنسب استخدام الذكاء الصنعي لدى الشركات في مختلف المجالات

تكشف الإحصائيات التي أجراها موقع Forbes -مع 600 من أصحاب الشركات- الطرق التي تستخدم بها الشركات الذكاء الصنعي -أو تنوي استخدامَه لديها- لتحسين تجربة المستهلكين:

  • برمجيّات المُحادثة التلقائية لإرسال ردود فورية: 73%.
  • إعداد رسائل البريد الإلكتروني: 61%.
  • مقترحات المنتجات وغيرها من الخدمات المخصّصة: 55%.
  • إنشاء الرسائل النصية: 49%.
  • إعداد أنشطة دعائية مخصّصة: 46%.
  • إنشاء المحتوى الكتابيّ المطوّل للمواقع: 42%.
  • إجراء مكالماتٍ هاتفية: 36%.

وقد صرّح 56% من أصحاب الشركات باستخدامهم/أو نيّتهم باستخدام الذكاء الصنعي في خدمة العملاء، وتشمل الاستخدامات الأخرى: توفير الأمن السيبرانيّ وكشف التزوير – المساعدين الرقميين الشخصيين – إدارة علاقات العملاء، وتتوزّع هذه الاستخدامات بنسبة 51% و47% و46% على التوالي.

وهكذا -بصورة مفاجئةٍ- بدأنا نشهد أيضاً استخداماتٍ خارج مجالات التقنية والتسويق:

  • قامت جامعة British Columbia وباحثو أمراض السرطان لديها بتطوير نظم ذكاءٍ صنعيّ يُمكنها توقّع احتمالية النجاة من السرطان بدقة 80% من خلال قراءة ملاحظات الأطباء المعالجين وحسب.
  • بحسب مقالةٍ نُشرت في مجلة Nature: يمكن لإحدى أدوات الذكاء الصنعي الآن توقّع بنية 200 مليون بروتين تمّ تخزينها في قاعدة بياناتٍ حجمها 23 تيرابايت، ويمكن لهذه المعلومات أن تفتح أبواباً جديدة لتطوير العقاقير الطبية التي يتم تطوير أغلبها على هذه البنية البروتينية.
  • قام علماء جامعة أوكسفورد بتطوير أداة ذكاءٍ صنعيّ يمكنها قراءة حركة الشفاه بدقةٍ تزيد بمقدار 400% عن قارئي الشفاه من البشر.
  • بحسب تقارير موقع Neuroscience News: سيمكن استخدام برمجيّة Emotion AI -القائمة على معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لرصد المشاعر الإنسانية في النصوص الكتابيّة- حيث يُمكن للأطباء استخدامها قريباً لمساعدتهم على تقييم الحالة النفسيّة للمرضى خاصّةً ذوي الأعراض العصبيّة المتداخلة، كما يمكن استخدامه لتقييم الصحّة النفسية وتشخيص الحالات.

ما هو تأثير الذكاء الصنعيّ على الوظائف والعاملين؟

بحسب استطلاعٍ ضمن كتاب State of AI in the Enterprise: فإن 82% من روّاد الأعمال يؤمنون بقدرة تقنيات الذكاء الصنعي على رفع معدلات الرضى والأداء الوظيفيين، بينما أبدى 47% منهم -في ذات الوقت- قلقهم أو مخاوفهم من استخدامها.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فيه تقرير Marketsandmarkets بلوغ الذكاء الصنعيّ مستوى الحنكة البشرية بحلول عام 2030 بحيث يمكنه تهديد المزيد من أصحاب الوظائف الحالية، ويبدو أن الأمريكيين متفهّمون لهذه المخاطرة حسب دراسة مركز Pew للأبحاث ورد فيها “خسارة الوظائف البشرية” في مقدّمة الأسباب الداعية للقلق أكثرَ من الحماسة تجاه تنامي استخدامات الذكاء الصنعي.

وتبدو الفئات الأصغر سناً أكثر تفاؤلاً باستخدامات الذكاء الصنعي في بيئة العمل: بحسب بياناتٍ نُشِرت بموقع Statista، يعتقد 42% من الأمريكيين في فئة 18-44 العمريّة أن الذكاء الصنعيّ سيوفر فرص عملٍ جديدةً مقابل 6% فقط يعتقدون ذلك من الفئات العمرية الأكبر، حيث يرى 48% منهم أن الذكاء الصنعي سيحدّ من فرص العمل المتوافرة مقابل 18% من الفئة العمرية الأصغر.

هل يعتقد المواطنون الأمريكيون أن الذكاء الصنعيّ سيؤدي إلى توفر وظائف أكثرَ أم أقلّ؟

مخطط يقارن آراء الفئات العمرية في المجتمع الأمريكي حول تأثير الذكاء الصنعي على فرص العمل

في دراسةٍ نُشِرت من قبل مؤسسة Goldman Sachs في نيسان/أبريل 2023، توقع تقريرها أن أنظمة الذكاء الصنعي ستزيد من هيمنتها على الوظائف عالمياً مع احتمالية استبدال 300 مليون دورٍ وظيفيّ بدوامٍ كامل، كما نبّه التقرير إلى تهديد استخدامات الذكاء الصنعي لثلثي الوظائف المتاحة في الولايات المتحدة بطريقةٍ أو بأخرى، وسنذكر هنا أكثر الوظائف المهدّدة بالخضوع للأتمتة في الولايات المتحدة تبعاً لحجم المهام التي يمكن أتمتتُها:

  • الدعم الإداري والمكتبي: 46%.
  • المهام القانونية: 44%.
  • الهندسة والتصميم المعماري: 37%.
  • العلوم الحياتية والاجتماعية والطبيعية: 36%.
  • توفير الخدمات التجارية والتمويلية: 35%.

ويقدر الخبراء الاقتصاديون أن 60% من القوى العاملة تشغل وظائفَ لم تكن موجودةً منذ 80 عاماً، وهذا يعني أن 85% من نموّ الوظائف أتى من مناصبَ أتاحتها ظهور تقنياتٍ جديدة، وأشار تقرير The AI Index لعام 2023 (الذي يصدر سنوياً من جامعة ستانفورد) إلى أن 2.05% من إعلانات التوظيف الأمريكية عام 2022 تطلّبت مهارةً مرتبطةً بالذكاء الصنعي. وفي حين أن الرقم قد لا يبدو كبيراً؛ إلا أنّه استمرَّ بالتزايد المطّرد خلال الأعوام الماضية، وأتت كندا في المركز الثاني (1.45%) وإسبانيا في المركز الثالث (1.33%) في ذلك. كما أشار باحثون إلى ارتفاع نسبة الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الصنعيّ -منذ عام 2014- في جميع البلدان التي شملتها الدراسة.

مخطط بياني لنسب الوظائف التي تتطلب مهارات ذكاء صنعي في بلدان مختلفة بمرور السنوات

ولا تتصدّر الولايات المتحدة الأسواق التي تملك أعلى نسبةٍ لانتشار الذكاء الصنعي إذ تسبقها الهند في هذا المجال بنسبة 3.23% (أعلى بمعدل 45% من الولايات المتحدة التي تحتلّ المركز الثاني).

مخطط بياني لنسب انتشار مهارات الذكاء الصنعي في الدول المختلفة

ما هي الوظائف التي تستلزم مهاراتٍ متعلقة بالذكاء الصنعي؟

يسلط استطلاع McKinsey Global Survey حول الذكاء الصنعي الضوء على هذه الناحية، إذ حلَّ مهندسو البرمجيّات في المقدمة، حيث أفادت 39% من الشركات المُشاركة في الاستطلاع أنها تراعي توفر مهاراتٍ متعلقةٍ بالذكاء الصنعي لدى المتقدّمين لشغل هذه الوظائف، وحلَّ كلٌّ من مهندسي البيانات وخبراء بيانات الذكاء الصنعيّ في المرتبة الثانية والثالثة بواقع 35% و33% من الشركات توالياً. 

ومع ذلك، فهنالك فرصٌ متاحةٌ أمام أصحاب الاختصاصات غير الهندسية، حيث تمّ تصنيف كلٍّ من أخصائيّي التصميم والترجمة ضمن أهم 10 وظائفَ تستلزم مهاراتٍ متعلقةً بالذكاء الصنعي.  

تصنيف الوظائف بحسب استلزامها مهارات الذكاء الصنعي من وجهة نظر الشركات

وبالتحوّل إلى مهارات الذكاء الصنعي التخصصيّة، تم ذكر لغة البرمجة واسعة الاستخدام بايثون (Python) في 37% من إعلانات التوظيف المرتبطة بالذكاء الصنعي في الولايات المتحدة، والتي بلغ عددها 800,000 إعلان توظيفٍ في عام 2022 بحسب تقارير موقع Visual Capitalist.  

كما تمّ تصنيف لغتين برمجيتين أخريتين في قائمة مهارات الذكاء الصنعيّ التخصصية، وهما: SQL وJava، حيث تم ذكرهما في 23% و17% من إعلانات الوظائف توالياً، كما تُعتبر مهارات علوم الحاسوب وعلوم البيانات وتحليل سجلات البيانات بالغة الأهمية، حيث تمّ ذكرها في 33% و20% و20% من إعلانات الوظائف بالترتيب. 

ومن غير المستغرب أن تتصدّر ولاية كاليفورنيا الولايات الأمريكية من حيث الوظائف المتطلبة لمهارات الذكاء الصنعي، إذ تستحوذ على 17.9% من هذه الوظائف بالبلاد، ما يمثل أكثرَ من ضعف نسبة ولاية تكساس صاحبة المرتبة الثانية بواقع 8.4%. ومع ذلك، تقوم بعض الشركات بالتحوّل إلى الأخيرة للاستفادة من انخفاض الضرائب المفروضةِ وتكاليف التشغيل، ما يتسبّب بانخفاض هذا الفارق بشكلٍ متواصل. 

إحصاءاتٌ متعلقة بالذكاء الصنعيّ والشركات

كم تبلغ تكلفة تطبيق تقنيات الذكاء الصنعي؟ وكم ستوفّر الشركاتُ إذا استخدمتها؟ 

حققت الشركات الصناعية التي شرَعَت باستخدام الذكاء الصنعيّ وُفوراتٍ مهمّةً من حيث التكلفة والوقت، حيث أفاد تقرير موقع Accenture في عام 2022 بأن بعض الشركات التي تستخدم الذكاء الصنعي لتصميم وتطوير وتصنيع المنتجات حققت وُفوراتٍ أكثرَ من غيرها بـ 30 ضعفاً بفضل استخدام تقنياتٍ عديدة أمثال المركبات الموجّهة آلياً وإدارة سلاسل التوريد التنبؤيّة. 

وتُعتبر وفورات التكلفة والكفاءة أهمّ الميزات التي يوفرها الذكاء الصنعي للشركات، حيث أفادت 54% من المؤسسات المشاركة في استطلاع شركة IBM في عام 2022 باستفادتها من هذه الميزات، وحلت ميزة تحسين تكنولوجيا المعلومات أو أداء الشبكات في المرتبة الثانية بنسبة 53% تلتها ميزة تحسين تجربة العملاء بنسبة 48%.  

كذلك أفادت شركة نتفليكس (Netflix) أن نظام التوصيات المخصصة الذي يعمل بالذكاء الصنعي قد حقق لها وفوراتٍ بقيمة مليار دولار سنوياً بفضل تفاعل المشاهدين مع هذه التوصيات المخصصة بشكلٍ أكبرَ من التوصيات العامة “الرائجة”، وساعد هذا الشركة في الحفاظ على رضى العملاء وخفض حالات إلغاء الاشتراك، فضلاً عن تخطيط عمليات الإنتاج المستقبلية ضمن الشركة. يُذكر أن نتفليكس نشرَت هذا التقرير عام 2015، ما يعني أنه تم تحسين استخدامات وميزات الذكاء الصنعي لديها منذ ذلك الحين.  

وخلصت دراسة لصحيفة Harvard Business Review أن الشركات الرائدة في استخدام الذكاء الصنعي أفادت بتحقيقها نتائجَ لافتةً -مثل وفوراتٍ بنسبةٍ تتراوح بين 40% و60%، فضلاً عن خفض أوقات الدوام بنسبةٍ تتراوح بين 60% و70% وتنامي الوصول إلى العملاء المحتملين وأرقام المبيعات بنسبة 50%. 

كما تُعتبر القطاعات كثيفة الاحتياج إلى الموظفين والموارد التمويليّة مرشحة لتحقيق الاستفادة المثلى من أنظمة الذكاء الصنعي، حيث قامَ تقريرٌ لشركة Accenture بتصنيف القطاعات حسب نسبة الأرباح المحتملة بحلول عام 2035 عن طريق مقارنة خط الأساس دون استخدام تقنيات الذكاء الصنعي مع الأرباح المتوقعة لدى تطبيقها. وفيما يلي قائمةٌ بالقطاعات التي تصدّرته: 

  • التعليم: 84%.
  • خدمات الإقامة والأطعمة: 74%.
  • البناء: 71%.
  • البيع بالجملة والتجزئة: 59%.
  • الرعاية الصحية: 55%.
  • الزراعة وأعمال الغابات والصيد البحريّ: 53%.

تصنيف القطاعات حسب الأرباح المحتملة باستخدام الذكاء الصنعي

تم أيضاً تحقيق نجاحاتٍ كبيرة في قطاع إدارة سلاسل التوريد بفضل استخدام تقنيات الذكاء الصنعي، حيث حققت الشركات التي استخدمتها بشكلٍ مبكر وفوراتِ تكاليفٍ لوجستيةٍ بنسبة 15%، فضلاً عن زيادة مخزونها بمعدل 35% ورفع مستويات الخدمة بنسبة 65% مقارنةً بالشركات المنافسة بحسب بيانات McKinsey. 

كذلك ذكرت الشركة إحدى أهم استخدامات الذكاء الصنعيّ في عام 2017، حيث قامت شركة أمازون بالاستحواذ على شركة تصنيع الروبوتات كيفا (Kiva) -والتي تقوم بترتيب وتعبئة المواد آلياً في المستودعات- ما مكّنها من خفض فترة إعداد الطلبات من 60-75 دقيقة بواسطة الموظفين البشر إلى 15 دقيقةً باستخدام الروبوتات. علاوةً على ذلك، تمكنت أمازون من زيادة القدرة الاستيعابية للمخازن بنسبة 50% إلى جانب خفض تكاليف التشغيل بنسبة 20%. 

وبالرغم من كلّ هذه النتائج الإيجابية، ما تزال شركاتٌ عديدةٌ متردّدةً بتطبيق حلول الذكاء الصنعي بسبب ارتفاع تكاليفها، حيث أفادت شركة IBM أن 29% من الشركات تؤخّر اعتماد الذكاء الصنعي بداعي التكلفة، ما يمثل العائق الثاني لاستخدام هذه التقنية بنسبة 34% بعد نقص مهارات وخبرات تطبيق الذكاء الصنعيّ. 

فبحسب نموذج التكلفة المُصمّم من قبل ديلان باتيل (Dylan Patel) وأفظل أحمد (Afzal Ahmad) لشركة Semianalysis، تُقدّر تكلفة تشغيل نموذج ChatGPT بقرابة 700,000$ يومياً، ما يمثل 0.36$ لكلّ استعلامٍ -بحسب بيانات شهر شباط/فبراير لعام 2023 عندما تم نشر البحث. ومنذ ذلك الحين، تمّ تحديث نموذج GPT-3 الخاص بشركة OpenAI إلى نموذج GPT-4 الذي يستلزم قوّةً حاسوبيةً أكبر، ما قد يجعل التكلفة الفعلية لتشغيله أعلى بكثير. 

ولا تفوتُنا الإشارة إلى تكلفة التبعات البيئية، حيث خلُصَت ورقةٌ بحثيةٌ لجامعة ماساتشوستس أمرست أن تدريب خوارزمية تعلّمٍ عميقٍ واحدة قد يتسبّب بانبعاث 313 طنٍ من غاز ثاني أكسيد الكربون (المسبّب للاحتباس الحراريّ)، ما يُمثّل خمسة أضعاف انبعاثات سيّارة عاديةٍ طيلة فترة استخدامها. 

إحصاءاتٌ حول مخاطر استخدام الذكاء الصنعي في أماكن العمل

قامت جامعة ستانفورد بإعداد تقريرٍ حول مخاطر التحيّز الجنسيّ والعرقيّ لدى استخدام تقنية الذكاء الصنعي، وأفاد التقرير بأن الصُوَرَ المُولّدة من قبل نموذج DALL-E 2 قامت بتمثيل 97% من شاغلي مناصب السلطة -مثل المدراء التنفيذيين ورؤساء الأقسام- كرجالٍ ذوي بشرة بيضاء، بالرغم من شغلِ النساء ما نسبته 29.1% و39.6% من هذه المناصب توالياً. 

كما خلص هذا البحث إلى أنه يتم ربط صفاتٍ محدّدةٍ أمثال “غير عقلانيّ” و”عنيد” و”عميق التفكير” بالرجال بشكلٍ عام، بينما يتم ربط “العطف” و”رقة الشعور” و”سرعة الانفعال” بالنساء في أغلب الأحيان، ما يسلط الضوء على مخاطرَ مثيرة للقلق إذا ما تمّ البدء باستخدام تقنية الذكاء الصنعي لإنجاز مهامَّ معينةٍ مثل إنشاء توصيفات العمل قبل تحييد هذا التحيّز، إلا أن هذه الغاية قد تكون صعبة التحقق لأنه يتمّ -عادة- تدريب هذه النماذج باستخدام بياناتٍ واقعيةٍ تزخر بتحيّزاتٍ كهذه. 

ويبدو أن الشركات تعِي هذه المخاطر التي قد تتسبّب بها تقنية الذكاء الصنعي؛ فبحسب تقرير جامعة ستانفورد، مثلت هذه المخاطر أبرز مخاوف الشركات بشأن استخدام هذه التقنية في عام 2022: 

  • الأمن السيبرانيّ: 59%.
  • الامتثال للقوانين التنظيميّة: 45%.
  • الخصوصية الشخصية/الفردية: 40%.
  • توفير شروحات: 37%.
  • السمعة المؤسسية: 32%.
  • الإنصاف والنزاهة: 30%.
  • تسريح الموظفين: 28%.
  • السلامة الجسدية: 20%.
  • الأمن القومي: 13%.
  • الاستقرار السياسي: 9%.

مع ذلك، أشار التقرير إلى وجود “هوّة كبيرة بين المخاطر التي أفادت بها المؤسسات والمخاطر التي قامت بخطواتٍ للحدّ منها”؛ حيث خلُصت دراسة لشركة IBM أن 74% من المؤسّسات المستخدِمَة لتقنية الذكاء الصنعي لم تتخذ أيَّ خطواتٍ للحدّ من التحيز غير المقصود في أنظمة AI لديها، ولم تقم 60% منها بعد بتطوير سياسات الاستخدام الأخلاقي لهذه التقنية في أماكن العمل. كما كشف استطلاع لموقع Forbes أن لدى أصحاب الشركات بعض المخاوفِ الإضافية بشأن تأثيرات الذكاء الصنعي، وهي: 

  • 43% قلقون بشأن الاعتماد على تقنيات AI. 
  • 33% قلقون بشأن احتمال تسبّب هذه التقنية بخفض القوى العاملة. 
  • 31% قلقون بشأن الخصوصية. 
  • 30% قلقون بشأن توفير الذكاء الصنعي معلوماتٍ مغلوطةً للشركات أو العملاء.
  • 28% قلقون بشأن الأخطاء المتعلقة بالتحيّز. 
  • 24% يرون أن هذه التقنية قد تتسبّب بخفض حركة المرور إلى مواقع شركاتهم.

إحصاءاتٌ متعلقة باستخدامات الذكاء الصنعي

دعونا الآن نلقي نظرةً على بعض الإحصاءات حول استخدام الذكاء الصنعي في المنازل والحياة اليومية؛ إذ أبدى 57% من الأمريكيين حماسَهم تجاه استخدام هذه التقنية للقيام بالأعمال المنزلية بحسب مركز الأبحاث Pew Research Center، بينما أبدى 40% منهم حماسَهم لاستخدام تقنية AI لتشخيص الحالات الطبية، وعبّرَ 9% عن تطلعهم لاستخدامها في مساعدتهم على اتخاذ قراراتٍ مهمةٍ في حياتهم. 

مخطط بياني يظهر حماس وقلق الأمريكيين بشأن استخدام الذكاء الصنعي للقيام ببعض المهام

وفي استطلاع آخر لموقع Forbes، تم تصنيف أهم استخدامات الذكاء الصنعي كما يلي: 

  • الاستجابة للاستفسارات عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني: 45%.
  • الإجابة على الأسئلة المالية: 43%.
  • تصميم برامج الرحلات: 38%.
  • إنشاء رسائل البريد الإلكتروني: 31%.
  • الإعداد لمقابلات التوظيف: 30%.
  • كتابة منشوراتٍ لمنصّات التواصل الاجتماعي: 25%.
  • تلخيص النصوص المعقدة والطويلة: 19%.

في المقابل، تُعتبر المركبات ذاتية القيادة إحدى الاستخدامات التي لا تثير حماس المستخدمين بشكلٍ كبير، ومن المرجّح أن ينمو سوق هذه المركبات بمعدل نموّ سنويٍّ مركب قدره 13.3%، ما قد يرفع عدد هذه المركبات من 20.3 مليون مركبة عام 2021 إلى 62.4 مليوناً عام 2030. 

وتسبّبت حوادث الطرق بوفاة 38,680 شخصٍ في الولايات المتحدة عام 2020، فيما يُقدّر عدد الوفيات بسبب هذه الحوادث في العالم بحوالي 1.2 مليون حالة وفاة. وبحسب مقالٍ تمّ نشره في مجلة The Atlantic، يُرجَّح أن تتسبَّب المركبات ذاتية القيادة بخفض عدد الوفيات بنسبة 90% مع حلول منتصف القرن الحالي، ما قد يُسهم بإنقاذ حياة أكثرَ من 30,000 شخصٍ سنوياً في الولايات المتحدة وحدها. 

مع ذلك، يبدو أن الأمريكيين متردّدون بشأن استخدام هذه التقنية؛ وقد خلص استطلاعٌ لـ Pew Research Center أن 26% من الأمريكيين فقط يرون أن استخدام المركبات ذاتية القيادة بشكلٍ واسع يُعَد أمراً جيداً للمجتمع، بالمقارنة مع 44% ممّن يرون أن فكرة تطوير مركباتٍ كهذه هي فكرةٌ سيئة. 

وبالتحوّل إلى المساعدين الرقميين، أثبت نموذج Google Assistant أنه الأكثرُ دقّة في الردّ على الاستفسارات، وتوضّح بيانات موقع Statista أن نسبة دقة هذا النموذج تبلغ 93% إجمالاً، بالمقارنة مع 83% لنموذج Siri و80% لنموذج Alexa. وفي المقابل، تفوّقت أداة Siri على Google Assistant من حيث الأوامر الصوتية بما يخصّ الوظائف المتعلقة بالهواتف. 

وتبعاً لكلّ ذلك، تتصدّر أخبار تقنية الذكاء الصنعي المشهد منذ بداية العقد الحالي، وإليكم فيما يلي بعض أهم إحصاءات الذكاء الصنعي التي تصدّرت عناوين الأخبار: 

  • تخطى عدد مستخدمي Microsoft Bing حاجز 100 مليون مستخدم يومياً في آذار/مارس من عام 2023 بفضل إضافة ميزة برمجية المحادثة العاملة بالذكاء الصنعيّ لوظائف البحث. 
  • نجح نموذج ChatGPT-4 في اختبار مزاولة المحاماة متفوّقاً على البشر بنسبة 7% ومتخطياً الحدّ الأدنى للنجاح، بحسب بحثٍ نشره موقع SSRN في آذار/مارس من عام 2023. 
  • تم تسجيل حوالي 1.8 مليار زيارة شهرياً لموقع chat.openai.com الذي يتيح الوصول إلى نموذج ChatGPT بحسب موقع Similarweb، ما يُمثل حوالي 60 مليون زيارةٍ يومياً. 
  • تحتلّ الولايات المتحدة المرتبة الأولى من حيث استخدام أداة الذكاء الصنعي التوليدي ChatGPT، حيث بلغت نسبة زياراته من الولايات المتحدة 12% تلتها الهند واليابان بنسبة 8% و4% توالياً. 
  • تسبّب نموّ ChatGPT بتأثيراتٍ سلبيةٍ على نموذج Jarvis (المسمّى Jasper سابقاً) -وهو أحد أدوات الكتابة بالذكاء الصنعي الأصلية- حيث انخفضت حركة المرور على موقعه بنسبة 67% بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو من عام 2023، كما انخفض عدد مستخدميه من 71,600 مستخدمٍ شهرياً إلى 23,700 مستخدمٍ. 
  • أفاد أكثر من نصف البالغين في المملكة المتحدة -بنسبة 52%- أنهم سمعوا بتقنية الذكاء الصنعي التوليدي، بينما أفاد أكثر من الربع -26%- أنهم قاموا باستخدامها، بحسب بحثٍ نشرته Deloitte في تموز/يوليو من عام 2023. 
  • استقال عالم الحاسوب جيفري هينتون (Geoffrey Hinton) من منصبه لدى جوجل في أيار/مايو من عام 2023 بعد 10 سنواتٍ من العمل لصالح الشركة منبهاً إلى “المخاطر الوجودية” التي تشكّلها أنظمة الذكاء الصنعيّ للبشر. 

أسئلة شائعة

ما الفرق بين الذكاء الصنعي وتعلم الآلة؟

من هو مبتكر الذكاء الصنعيّ؟

ما هي نسبة استخدام الذكاء الصنعي؟

كم شخصاً يمكن للذكاء الصنعيّ الإسهامُ في إنقاذ حياتهم؟

هل يمكن لتقنيات الذكاء الصنعي أن تحلَّ محلّ العامل البشري بالكامل؟

المراجع: 

المنهجية التحريرية في Techopedia  

نعمل في Techopediaعلى تقديم محتوى دقيق وموضوعي بناءً على سياسة تحريرية  تعتمد عملية بحث احترافية تلتزم بأعلى المعايير للمصادر المستخدمة، وتخضع كل صفحة لعملية تدقيق ومراجعة شاملة من فريقنا الذي يضمّ مجموعةً من أفضل الخبراء التقنيين واللغويين. يضمن التزامنا بتطبيق هذه المنهجية الدقيقة تقديم محتوى مفيدٍ وذي مصداقية وقيمة عالية لقرائنا.

مقالات ذات صلة

Amanda Napitu
Editor
Amanda Napitu
محررة

أماندا هي خبيرة تسويق متمرسة وشغوفة باستكشاف التقاطع بين التكنولوجيا والتمويل والتسويق. تتمتع أماندا بخلفية قوية في استراتيجية التسويق وإدارة العلامات التجارية وسلوك المستهلك، مما يجعلها تقدم منظوراً فريداً للمشهد المتطور باستمرار للاتجاهات الرقمية وديناميكيات الأعمال.